بعد ستة وعشرين عاماً قضاها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون من الدبابة والمدفعية الى النفي والابعاد ومحاولة تقييده سياسياً، عاد الى بعبدا من بوابة القصر الجمهوري بوصفه الرئيس الثالث عشر للجمهورية. بالأمس إنتخب مجلس النواب ميشال عون رئيساً للجمهورية ليدلي بعدها الأخير خطاب القسم وينطلق بعدها في عهد يعوّل عليه كثيرون أن يكون عهدًا ذهبياً على لبنان وشعبه.
خطاب القسم
"بخطاب القسم الذي تلاه ميشال عون جسد الهواجس لدى اللبنانيين وخصوصاً بما يتعلّق بقانون الإنتخاب الذي يشكّل مدخلا أساسياً لعهده". هذا ما يراه الكاتب والمحلل السياسي رفيق نصرالله عبر "النشرة"، لافتاً الى أنّه "إذا تم إنجاز قانون إنتخابي جديد فإنه سيكون لبناء سياسة جديدة يبدأ من خلالها التغيير الذي ينشده في عهده".
وفي حين يعتبر نصرالله أنّ "عون يريد أن يكون أحد رجالات الاستقلال الذي كانوا منذ 1943"، يرى الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة أن "خطاب القسم الذي القاه عون من الصعب الإختلاف حول عناوينه"، واصفاً إياه "بالخطاب العام إذ لم يدخل في التفاصيل ويراعي جميع القوى السياسية التي سوف تلتف حول الرئيس العتيد".
طريقة طرح المقاومة
بالنسبة لنصرالله، فإنّ "العماد عون كان جريئا في موضوع طرحه لمبدأ المقاومة في الخطاب الذي القاه في وقت يعتبر فيه أنه كان هناك تفاهم على المسألة وعلى الطريقة التي سترد فيها الاشارة إليها وحتى التي ستقر في البيان الوزاري المقبل"، متمنيا أن "يكون هناك قدرة على تحقيق العناوين المطروحة ولا تعمل الطبقة السياسية على إعاقتها".
بدوره، يرى حمادة أن "الخطاب يلبي خط "حزب الله" والاخرين كرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري في آنٍ واحد، ولكن المهمّ ليس ما ورد في الخطاب بل ما بعده أي أسلوب الحكم والتعامل مع القوى السياسية". ويتطرق الى موضوع القانون الانتخابي، لافتاً الى أن "الكلام عن أن هناك تفاهما بين عون والحريري على البقاء على قانون الستين ليس صحيحاً، بل هناك تفاهم على قانون متوازن لا يشعر معه أي طرف من الاطراف أنه مستهدف"، فيما يشير نصرالله الى أن "البقاء على قانون الستين في الانتخابات المقبلة يعتبر "نكسة" تصيب بداية العهد إذ لا بد من الاتفاق على قانون إنتخابات جديد غير قانون الستين".
حكومة العهد
مع إنتهاء خطاب القسم تبقى العين مسلطة على المشاورات التي ستجري لتأليف الحكومة وهنا التحدي الأكبر خصوصا وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أنه سيكون في المعارضة. هنا يكشف نصرالله أن "حزب الله" بدأ مسعاه من أجل أن يكون بري في العهد الجديد ولا يكون هناك مقاطعة"، في وقت يرى فيه حمادة أن "بري يستطيع تأخير تشكيل الحكومة وهنا مسؤولية رئيس الجمهورية لإتمام الاستحقاق الحكومي والانطلاق بحكومة العهد بأسرع وقت ممكن".
رسمياً أصبح ميشال عون رئيس جمهورية لبنان، والاعين مسلطة على العهد القادم ووحدها الايام ستكشف إذا كان على قدر الامال المعقودة عليه فيترك بصمة يذكرها التاريخ أم لا!